مياسة الزين

بسم الله الرحمن الرحيم

أسوأ منظر للحشرات هو عندما تكون على الأزهار
الجميلة أو الأواني النظيفة ،أما في حال وجودها على
كومة نفايات فهو مكانها الطبيعي،والإشمئزاز يكون
شاملاً لأن تركيبة المنظر متوافقة،وفي الحياة اليومية
لا يثير الأستغراب منظر متشرد رث الثياب ،يبين
شكله أنه سوابق جنائية ووجهه مشوه بالخرائط من
آثار العراك مع أمثاله وتصرفاته لا تمت إلى أدنى
المعايير الحضارية بصلة ،وهذا أمر طبيعي يعكس
البيئة التي ينتمي إليها والتي تخرج منها.

مثل هذا المحسوب على المجتمع عنصر كامل الأهلية
والصلاحية ،أما أن يقدم على السرقة من يرتدي ثياباً
تعكس أنطباعاً بأنه من الفئات المحسوبة على أهل الثراء
أو من يرتدي قناع الفضيلة وحلاوة اللسان والهدوء التمثيلي
المفتعل ويخفي داخل نفسه غياهب ودهاليز سوداء ،محاولاً
خداع الناس بتكرار الحديث أمام الناس عن الأستقامة والفضيلة
ولكنه مثل الأفعى التي ليست سيئة المنظر وجلدها أملس مثل
ريش النعام ..ولكن سمومها قاتلة ولو تأملنا الزرافة طويلة
الرقبة والجمل ذو الرقبة المعوجة وهذه مشيئة الخالق في
تكوينهما ومع أن حجميهما ضخمان فإنهما ليسا مؤذيين
ولا عدوانيين أما العقرب رغم صغر حجمه فإن لدغته تنهي
حياة إنسان ،وقد سمعنا من أهل الخبرة والتجربة والحكمة
أنه لا يجب التسرع في إصدار حكم على إنسان بناء على
ما سمعت عنه من الناس لأن كلاً من الشهود تربطه علاقة
معينة قرابة أو صادقة أو عداوة ومنهم المنافق والغبي و
المستغبي وغيرهم وسيلة أستقبال وبث للمعلومات مجاناً
من دون أن يشغل نفسه بالقلق ولا خلايا دماغه بالتفكير
في ما أستقبله وقام ببثه من أخبار،لهذا قيل إنه يجب على
الإنسان ألا يحكم على الآخرين إلا بعد أن يجربهم لآن
الناس مثل المعادن التي منها ماهو مطلي ومزيف ومنها
الأصلي ،وتجربة الإنسان مع البشر تشبه حك المعادن
للوصول إلى جوهرها..أما الإنسان فالتجربة هي التي
توصله إلى جوهره وخباياه ودهاليزه النفسية وما يمكن
أن يستتر خلف أبتسامة الثعلب الماكرة ،ونعومة الأفعى
الرقطاء ،وهدوء العقرب الزاحف وصولاً إلى بغيته في
الإيذاء والخداع ونفث السموم.

ودمتم بمحبة الله ..أسومه :0041:

---

Hs,H hgklh`[