مياسة الزين

عبدالإله القحطاني- سبق- الرياض: لم يكن يدور بخلد المواطن عبدالله الحسين أن كشف ما قبل الزواج، الذي أجراه بالمستشفى المدني بمحافظة خميس مشيط، سيُدخل مستقبل أسرته، التي يريد بناءها وتكوينها مع زوجته، في ورطة، ويحوِّلها إلى جحيم.


وتبدأ التفاصيل مع صدور "شهادة توافق الطرفَيْن"، التي تُثبت إجراء الفحوصات المخبرية لأمراض الدم الوراثية، والتي أُجريت لعبدالله الحسين وزوجته، وأظهرت نتائجها قبل خمس سنوات في عام 1428هـ بالتوافق بين الشاب والفتاة، وسلامتهما من أي مرض.


وروى المواطن عبدالله الحسين لـ"سبق" تفاصيل القصة قائلاً: "بعد الزواج رزقنا الله بتوأم (وليد ولارا)، وبعد أشهر عدة بدأ (وليد) يتعب، ويعاني التهابات كثيرة، ولاحظنا قلة حركته ونشاطه بالنسبة لأخته، وبعد نقله للمستشفى المدني قيل إن عنده فقر دم، وتم نقل دم له".


وأكمل الحسين: "عملنا للطفل تحاليل عدة، إلا أن المستشفى لا يُظهر النتائج، إما بحجة ضياع التحاليل، أو عدم ظهور أي مرض بالدم، إلا أن صحة (وليد) لم تتحسن، وبدأت ملامح وجه وعظام رأسه وجسمه بالتغير. بعدها نصحنا المستشفى بالذهاب إلى أحد المختبرات الخاصة، وعمل تحليل؛ حتى يتبين لنا ما يعانيه (وليد)، الذي لم يتضح إلى أن وصل عمره إلى سنتَيْن".


وتابع الحسين: "خلال هذا الوقت رزقنا الله بـ(إياد)، وكان يعاني منذ ولادته ضيقاً في التنفس واصفراراً ومشاكل بالدم، أُدخل إثرها المستشفى بعد أسبوعين فقط من ولادته، وبعد دخوله بيومين تدهورت حالته الصحية، ودخل في غيبوبة، وتم تحويله إلى المستشفى العسكري، وتم إدخال أخيه (وليد) أيضاً (العسكري)، وهناك تم عمل تحاليل له، واتضح أنه مصاب بمرض "الثلاسيميا"، أو أنيميا البحر المتوسط، كما تبيَّن أنه يعاني تضخماً بالطحال والكبد، وارتفاع نسبة الحديد في الدم بسبب الثلاسيميا".


وقال الحسين: "طلب الأطباء تحاليل لي ولزوجتي، واتضح حملنا هذا المرض، والمفترض أننا عندما عملنا تحاليل ما قبل الزواج أنهم يعطوننا شهادة عدم التطابق، لكن المستشفى المدني بخميس مشيط أعطونا ورقة التطابق، وتم عمل التحاليل لولدي (إياد)، واتضح أن عنده ارتفاعاً بالحديد في الدم؛ بسبب الثلاسيميا أيضاً؛ ما أدى إلى تليف كبده، وبعد أسبوعين توفاه الله تعالى".


وأكمل: "بعد اكتشاف المرض تم عمل اللازم لوليد من نقل دم شهري، وأخذ الأدوية اللازمة، والمراجعة الشهرية بالمستشفى العسكري بخميس مشيط، وقد عملنا تحاليل لابنتي (لارا)، واتضح أنها سليمة - ولله الحمد - ويمكن أن تساعد أخاها (وليد) على الشفاء - بإذن الله - وذلك عن طريق إجراء عملية زراعة نخاع العظم".


وتابع الحسين قصة البحث عن حقوقه قائلاً: "بعد أن اتضح لنا الأمر قمنا برفع شكوى إلى الشؤون الصحية بعسير، وطالبنا بالتحقيق في الموضوع، وتم تحويل القضية إلى الهيئة الشرعية الطبية بعسير، لكننا منذ أن تم رفع القضية حتى الآن - منذ أكثر من سنة ونصف السنة - ولم يُبتّ فيها، والسبب هو وجود قاضٍ واحد على مستوى المنطقة الجنوبية بأكملها، وجلسة واحدة في الأسبوع فقط، والقضية الواحدة تمتد إلى جلسات عدة؛ ما يعني أن أمامنا وقتاً طويلاً حتى نصل لقضيتنا".


وكشف الحسين عن أنه وزوجته حالياً متوقفان عن الإنجاب منذ تاريخ اكتشاف المرض؛ بسبب الخوف من إصابة مولود آخر بمرض أخوَيْه نفسه؛ وهو الأمر الذي زاد حياته عناء وهمًّا وحزناً وحسرة. مبيناً أنه يعاني حالياً آلام طفله المريض، وفَقْد الطفل الذي لم يتم شهرَيْن، وحرمانه من إنجاب أبناء آخرين، يضمن - بإذن الله - سلامتهم وخلوهم من المرض.


أما عن مطالبه فقال عبدالله الحسين: "لنا الأمل -بإذن الله تعالى - بإنجاب أطفال أصحاء عن طريق (طفل الأنابيب)؛ لتفادي مشكلة المرض الوراثي، وذلك بتحويلنا لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وكذلك علاج ابني (وليد) من خلال زراعة نخاع عظم له من أخته (لارا) وتحويله لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض".


وتابع: "كما أطالب بالمسارعة في البت في القضية بالهيئة الشرعية، ومحاسبة المتسببين في تعليق مصير أسرتي بالمجهول، وأطالب بدية لطفلي المتوفَّى (إياد)، وتعويضي عما جرى لي ولزوجتي ولطفلنا (وليد) من خسائر مادية وصحية، وعن الحالة النفسية وكل ما تكبدناه من جراء ورقة فحص ما قبل الزواج".


وقد حصلت "سبق" على جميع الوثائق المتعلقة بقضية أسرة عبدالله الحسين، من شهادة فحص ما قبل الزواج إلى نتائج التحاليل التي أُجريت في المستشفى العسكري، والتقارير الطبية بشأن اكتشاف المرض، وتقرير وفاة الطفل (إياد).

---

;at lh rfg hg.,h[ dp,~Ag pdhm HEsXvm Ygn [pdl