مياسة الزين

بسم الله الرحمن الرحيم

الناس أجناس ومن أغلى المعادن بتلاقي ناس
وكذلك من أرخصها ،والأمر كله متعلق بتركيبة
الشخصية التي تتبلور لأسباب متعددة لا تتوقف
على هبة الخالق وحده ،بل من صنع البشر من
عائلة وتربية ومجتمع ،ولو دخلنا إلى أعماق النفس
الإنسانية التي تظهر تناقضاتها في المسلك لوجدنا
فئات من البشر فاقدة للتوازن ليس في نظرتها للحياة
بل بعلاقاتها المائلة بشكل لافت للنظر وغير مقبول
فالبعض من الأبناء يكون أرتباطه عاطفياً بأحد الأبوين
ومشاعره شبه مفقوده نحو الآخر ،ويبقى هذا الأمر ملازماً
للشخص ويعاني أضطرابات عاطفية وتقلبات ويعيش صراعاً
نفسياً ،وغالباً ما يفشل في بناء حياة زوجية ناجحة ،لأن مشاعره
تسيطر على تفكيره ولا يقبل شيئاً خارجاً عن إرادة الطرف
الذي يسيطر حبه على أفكاره سواء أكان الأم أو الأب،ونماذج
آخرى تفقد توازنها بعد الزواج عند سيطرة الزوجة على مقاليد
عنقه وتنجح في إضعاف علاقته بأهله للدرجات الدنيا ،و
أحياناً إذا كانت لدى الزوجة شحنات فائضة من الرغبة في
خلق الإشكاليات ربما تتحول علاقة الزوج إلى خصام مع
أهله وحتى والديه ،والنتيجة التي تترتب على مسلك كهذا
هي عقوق الوالدين وإهمال الواجبات نحو الأهل ،خصوصاً
إذا كانت المساكن متجاورة في نظام العائلات المركبة عندما
تسكن أكثر من عائلة في البناية نفسها أو بنايات متجاورة ،

وتمضي الشهور وربما السنون ويعيشون على خصام وكأن
كلاً منهم من كوكب مختلف عن الآخر في غياب الضمير و
التفكير العقلاني والحسابات الإنسانية الأكثر إيلاماً عند تناسي
الإنسان واجبه نحو أحد الوالدين أو من أفراد الأسره ويكون
وحيداً وفي حالة صحية صعبة وبحاجة إلى المساعدة ويمكن
أن يجد من يساعده من الجيران ،لأن أهله تنكروا له لقناعاتهم
السليمة بأنهم على صواب وأن تصرفهم هو منتهى الإنسانية
ويمكن أن يشفقوا على قط أو كلب يقتنونه داخل بيتهم ويحاول
الجميع توفير الطعام له والمحافظة على نظافته وصحته لأن
مشاعرهم حساسة وإحساسهم مرهف وعواطفهم إنسانية بأمتياز
وبعد ذلك يتوجهون بعيونهم إلى السماء طالبين العون والتوفيق
من رب العالمين ،ولا تدرك هذه الفئات أن من أرضى ضميره
وإنسانيته يكون قد كسب رضا خالقه .

ودمتم بمحبة الله..بنت الإمارات أسومه :012:

---

lkjin hgYkshkdm