يشكو سكان
منطقة القبلة التي تعد
ثاني أكبر منطقة سكنية في
البصرة من شح حاد في المياه منذ أيام قليلة، فيما ذكرت مديرية
الماء في المحافظة أن المشكلة ناجمة عن توقف محطة مركزية وأخرى فرعية للمياه عن العمل بشكل مؤقت بسبب أعطال
فنية وانقطاع التيار الكهربائي.
وقال المواطن عباس عبد الزهرة (45 سنة) في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "أجزاء من
منطقة القبلة تواجه منذ أيام انقطاعا شبه تام في المياه تسبب لسكانها بمعاناة كبيرة في ظل تردي
خدمة الكهرباء والإرتفاع الكبير بدرجات الحرارة".
وأضاف أن "المجلس البلدي للمنطقة نقل شكاوى المواطنين الى الحكومة المحلية التي قامت قبل يومين بارسال عدد من الصهاريج العسكرية والمدنية المحملة بالمياه كاجراء اضطراري غير كاف".
بدوره، قال المواطن عبد الله محسن (29 سنة) إن "أزمة شح المياه أدت الى إرتفاع أسعار مياه الشرب، فيما اضطر المواطنون الى شراء كميات إضافية منها للاستخدامات المنزلية"، معتبراً أن "سكان القبلة يخططون للخروج بتظاهرة عارمة ما لم تسارع الحكومة الى حل أزمة شح المياه في المنطقة وتحسن الواقع الخدمي".
أما المواطن عبود محمد (62 سنة) فأكد أن "المياه التي يفتقدها السكان كانت تصل ملوثة بالشوائب والأملاح"، مبيناً أن "القبلة بحاجة ملحة الى تنفيذ مشاريع فعلية تنعش وضعها الخدمي المتدهور، وليس الى المزيد من الوعود الكاذبة والمشاريع الترقيعية الفاشلة"، بحسب قوله.
يشار الى أن أزمة شح المياه لا تقتصر على
منطقة القبلة وإن كان سكانها هم أكثر تضرراً منها قياساً بسكان المناطق الأخرى، ففي مركز مدينة
البصرة يعاني المواطنون من عدم انتظام وصول المياه الى بيوتهم منذ أسابيع، وحتى مجلس محافظة
البصرة الذي يقع مقره في
منطقة الساعي فهو الآخر يواجه شح المياه، ويتضح ذلك في ضوء تجهيزه يومياً بالمياه العذبة بواسطة صهاريج مزودة بمضخات توصل المياه الى خزانات موجودة على سطح المبنى.
من جانبه، قال مدير مديرية
الماء في المحافظة خالد جمعة علي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "مشكلة شح المياه في
منطقة القبلة ناجمة عن عطل تعرضت له قبل أيام قليلة محطة التغذية المركزية وأدى الى توقفها عن العمل لمدة يومين، إضافة الى عدم انتظام الضخ عبر مشروع (الكرمة1) من جراء
انقطاع الكهرباء عنه".
وأوضح أن "أجزاء من
منطقة القبلة تأثرت بشكل مباشر بالتوقف المؤقت للمحطتين لانها تقع في نهاية الخطوط الناقلة للمياه".
وأكد علي أن "المديرية لاحظت في الآونة الأخيرة ارتفاع نسب التراكيز الملحية في مياه شط العرب، فيما لا تتوفر لدينا امكانية لمعالجة ملوحة المياه وانما نقوم بتصفيتها فقط"، مضيفاً أن "مشروع (ماء
البصرة الكبير) الذي يمول من القرض الياباني للعراق ومن المؤمل أن ينفذ أواخر العام سيضع انجازه بعد أربع سنوات حلاً نهائياً لهذه المشكلة".
ولفت إلى أن "المشروع يتضمن انشاء
أكبر محطة لتحلية المياه في الشرق الأوسط، ومد خطوط ناقلة جديدة، ونصب خزانات ضخمة"، حسب قوله.
يذكر أن أهالي محافظة البصرة، نحو 590 كم جنوب بغداد، يعانون من تدهور الوضع الخدمي كتردي
خدمة الكهرباء، وتراكم النفايات في المناطق السكنية، وشح مياه الإسالة وتلوثها، فضلاً عن انسداد شبكات المجاري في بعض المناطق وعدم وجودها في مناطق أخرى، ومنها
منطقة القبلة (نحو 8 كم غرب مركز المدينة) التي تعد
ثاني أكبر منطقة في مدينة
البصرة من حيث الكثافة السكانية، فيما تستعد الحكومة المحلية لتنفيذ مشروع يقضي بانشاء شبكة متكاملة للمجاري في المنطقة بكلفة 300 مليار دينار.
