منتديات مياسة الزين
منتديات تلبي جميع احتجاجات المستخدم العربي
الأمطار الغزيرة بمنطقة الباحة تعيد التوهج للمدرجات الزراعية
Nov 17th 2012, 00:00

الأمطار الغزيرة بمنطقة الباحة تعيد التوهج للمدرجات الزراعية



هدبدب-شبكةاخبار- البلاد
أعادت الأمطار الغزيرة التي شهدتها منطقة الباحة خلال الأيام القليلة الماضية التوهج للمدرجات الزراعية التي كانت وما زالت الوسيلة المثلى للاستفادة من مياه الأمطار واستصلاح الأراضي الزراعية .
ويعد ارتفاع منطقة الباحة عن مستوى سطح البحر بما يقارب الـ 2215 متراً ، أحد أبرز الأسباب في لجوء أهالي المنطقة لبناء وصناعة تلك المدرجات , نظراً للتضاريس الجبلية والانحدارات الشديدة التي تقع عليها الكثير من أراضي قرى السراة والأصدار وجزء من تهامة .
وتكمن أهمية المدرجات الزراعية في احتجازها لمياه الأمطار التي تشكل المصدر الأساسي للمياه المستخدمة في الزراعة قديماً , ولعل من يشاهدها الآن يدرك تماماً حجم التخطيط الهندسي في بنائها وتصميمها ؛ إذ كانت يوماً ما معيار لثروات الرجال , حيث يتنافس أبناء القرية الواحدة في بنائها وصيانتها ليعتاشوا مما تنتجه من محاصيل عمت فائدتها أجيال وأجيال .
وعادة ما تكون المدرجات الزراعية متوسطة الارتفاع , حيث تتفاوت أعداد أراضيها أو ما يعرف بـ " الركيب " من خمسة إلى عشرة أراضي تكون فوق بعضها البعض , ويصل ارتفاع الواحدة عن الأخرى من النصف متر إلى المترين والنصف تقريباً , ويكون أسفلها ما يسمى بـ " الجلة " التي تستقبل المياه الهابطة من المدرجات الزائدة عن حاجتها لتقوم بتصريفها إما إلى الغرب باتجاه تهامة أو إلى الشرق باتجاه نجود المنطقة .
ويتحكم شكل الهلال في بناء المدرجات على السفوح , فيما تزداد توسعاً وانبساطاً في الأودية , وجميعها تتميز بتجدد تربتها سنوياً , في حين تنقسم أراضيها إلى قسمين الأولى تسمى " العثري " وتُنطق بشد حرف الثاء ويقصد بها المواقع التي تعتمد على سقوط الأمطار وإنتاج محاصيلها بدون ري , بينما يطلق على القسم الثاني " المسقوي " وهي التي تسهم الآبار في ريها .
وبالرغم من قلة مساحة تلك المدرجات الزراعية إلا أن مردود محاصيلها الزراعية مرتفع وذلك لتجدد تربتها , واقتصار زراعتها في الغالب على محصول البر " الحنطة " , وغالباً ما تزرع بخليط البر والشعير وتعرف بــ " المشعورة " .
وبالعودة لأبرز العوامل التي أسهمت في انتشار المدرجات الزراعية بمنطقة الباحة , فإنها تنصب بين العوامل الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية , حيث أن الطبيعة الجبلية للمنطقة ووعورة المرتفعات والانحدارات الشديدة كانت دافعاً للتفكير في إنشاء المدرجات الزراعية , فضلاً عن وجود الصخور الصلبة وتوفر الحجارة التي ساعدت في بناء وتشييد المدرجات وحفظ التربة وتماسكها , وكذا تنوع المناخ في المنطقة الذي ساعد على تنوع المحاصيل الزراعية فيها ودفع الأهالي نحو الاهتمام ببنائها .
أما العوامل الاجتماعية والاقتصادية , فهي تنحصر في نشاط إنسان ذلك الزمان وقدرته على تسخير الطبيعة لمصلحته ، الأمر الذي ساعده في معالجة العوامل الطبيعية والاستفادة منها في النشاط الزراعي القائم على مساحات تلك المدرجات ، حيث تعد الزراعة في المنطقة هي النشاط الاقتصادي الأساسي للسكان بحكم انعدام فرص الأنشطة الاقتصادية الأخرى في المنطقة آنذاك .
ولمَا كان الارتباط بعرى الأرض قديماً يمثل شريان الحياة , جاءت إبداعات بنو البشر لحاجتهم الماسة للحياة الكريمة , فحينما تغوص في ذاكرة أولئك الرجال من المزارعين القدامى , تهفو الأنفس إلى اشتمام رائحة تربة تلك المدرجات المشبعة بمياه الأمطار , التي كانوا يقتاتون منها بكدٍ وعناء امتزج بابتسامة عريضة تعتري الوجوه لتكشف كم هي الحياة القديمة جميلة وبسيطة .




hgHl'hv hgy.dvm flk'rm hgfhpm jud] hgj,i[ ggl]v[hj hg.vhudm

You are receiving this email because you subscribed to this feed at blogtrottr.com.

If you no longer wish to receive these emails, you can unsubscribe from this feed, or manage all your subscriptions

0 Responses to الأمطار الغزيرة بمنطقة الباحة تعيد التوهج للمدرجات الزراعية

إرسال تعليق

مجلة القاهرة الجديدة

وظائف شركات البترول

Popular Posts