كــــــــم أنت قــــــــــــاسً أيها الفقر لفتت أنتباهي
أمرأة تسير
وواضح أنها جاءت من مدرسه أبنها
لأنها كانت تحمل بين كفيها (شهادته)
تسير بخطى ملئها الحزن وألالم
يتطاير من أطراف عبائتها الطويله.. التراب
لكونها تريد ان تنظف طريق أبنها عند عودته
عبائتها التي غيرت لونها الشمس
ولكنها لم تغير لون الشرف والعفه والكرامه في ذاتها
ظهرت عليها
أثار تعب الزمن وتراكم ألسنين
تسير وتتعثر في خطواتها
لأنه في كل خطوه
هنالك حلم...
لذلك وجدت أن في مسيرها من البيت الى المدرسه
عباره عن أحلام وأحلام
أحلام قد تكون مستحيله التحقق
أو هي بالفعل (مستحيله التحقق)
وأحلام مسنه كأنها عجوز هرمت من جور الأيام
ولكن الشيء الوحيد الذي يساعدها هو أملها بذلك الأبن بأن يكبر بنجاحه في الدراسه
ويصل الى الغايه المنشوده
والحمدلله أنها لا تعلم ما يجري للذين أنهكو قواهم في الدراسه ولم يجنو ثمارها
لكي لا ينقطع حبل أملها الوحيد
تأمل بأن ينتشلها من سراديب الحياه
وبئر الحرمان والجوع والذل والفقر
وكم أنت قاسً أيها الفقر
كم أنت قاسً أيها الفقر..
وكما قال سيدي أبو تراب (عليه السلام)
لو كان
الفقر رجلا لقتلته..
ولكن يا مولاي يؤسفني أن أخبرك شيئا
وأني على يقين أنه يعز عليك سماعه
ياسيدي
في موطني أصبح
الفقر كائنا بحد ذاته
يرى ويسمع ويأكل ويمشي ويشرب و يكبر...الى أخره من صفات الكائن الموجود
يرى كيف المحتاج يتعذب
يسمع صرخات الاطفال والجياع
يأكل من لحم الفقير
يشرب من دمه
ويمشي حيث يمشي لايفارقه رمشه عين
ويكبر مع الفقير حتى نجدهم يتمنون الموت
على ذل العيش
فلو أصبح
الفقر رجلأ قد يهون
علينا ذلك لأنه من الممكن قتله كما في حديثك
ولكنه
أكبر من ذلك بكثير..
0 Responses to كــــــــم أنت قــــــــــــاسً أيها الفقر