مياسة الزين

سبق – متابعة: تحت عنوان "فيضان من الطلاب السعوديين في الجامعات الأمريكية لدراسة اللغة الإنجليزية"، نشرت صحيفة "يو إس أيه توداي" الأمريكية تقريراً عن انتشار طلاب المملكة في الولايات المتحدة للدراسة.

وقالت الصحيفة: "يمكن للطلاب في السعودية الحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة لمدة خمس سنوات، علاوة على حصولهم على منح دراسية، بعدما يتكفلون بالرسوم الدراسية والسكن والفوائد الصحية، بينما يضخون هم في الجامعات الأمريكية الأموال والتنوع، والمخاوف أيضاً".

ونقلت الصحيفة عن أحد الطلاب في جامعة ساوث كارولينا ويدعى مشاري البيشي، والذي وصفته بأنه يرتدي سترة حمراء عليها علمي الولايات المتحدة والمملكة السعودية: "أشعر هنا كأني في وطني الثاني".

وقالت "يو أيه إس توداي" إنه رغم أن البيشي (25عاماً) فنياً لم يعد بعد طالباً رسمياً بالجامعة، إلا أنه كون صداقات عديدة، فهو مسموح له بارتياد المكتبة وباقي مرافق الحرم الجامعي، حيث عرضت عليه الجامعة قبول طلبه بالدراسة مقابل شرط واحد وهو "إتمامه برنامج غير ائتماني يدعى اللغة الإنجليزية للأغراض الأكاديمية".

وتابعت الصحيفة بقولها: "البيشي واحدٌ من آلاف الطلاب الدوليين الوافدين كل عام على الولايات المتحدة لدراسة اللغة الإنجليزية كخطوة أولى نحو شهادة جامعية، ولكن المملكة العربية السعودية هي الأكبر على الإطلاق، فهي تضخ سنوياً مليارات الدولارات في برنامج المنح الدراسية الذي ارتفعت ميزانيته كثيراً في الآونة الأخيرة".

وكشفت الصحيفة قائلة إنه في غضون السنوات السبع الأخيرة، ارتفعت نسبة الطلبة السعوديين الملتحقين بالدراسة في الجامعات الأمريكية من 11 ألفاً و116 طالباً في 2006 إلى 71 ألفاً و26 طالباً في 2012، وفقاً للإحصائية التي أصدرتها الملحقية الثقافية السعودية في أمريكا، التي تتخذ من ولاية فرجينيا مقرا لها.

وقالت الصحيفة إنه على سبيل المثال، جامعة وست ميتشجان، أنشأت مركزاً للغة الإنجليزية للطلبة الأجانب منذ 38 عاماً، ارتاده آخر موسم من الدارسين نحو 276 طالباً نصفهم تقريباً سعوديون، بحسب تصريحات مديرة المركز ديانا فريلاند.

كما أكدت أنه مثلاً مركز اللغات في جامعة دايتون أنشأته عام 2006 بثمانية طلاب فقط، وينخرط فيه الآن نحو 400 طالبٍ معظمهم سعوديون أيضاً.

وأشارت الصحيفة إلى أن تلك التسهيلات في المنح الدراسية السعودية نمت كثيراً، عقب اتفاق ولي العهد السعودي حينها والعاهل السعودي حالياً الملك عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش في عام 2005؛ لتعزيز العلاقات بين البلدين وتخفيف حدة التوتر الناشئة حول العالم الإسلامي عقب هجمات 11 سبتمبر.

وتكفل تلك المنح الدراسية الممولة سعودياً للطلبة تأشيرة دخول لـ5 سنوات للولايات المتحدة، وتغطي المنحة الرسوم الدراسية بالكامل، والإسكان والفوائد الصحية للطلاب وأسرهم وتذاكر ذهاب وإياب لأوطانهم مرة في السنة.

ونقلت "يو إس أيه توداي" عن مساعدة الملحق الثقافي والاجتماعي السعودية موضي الخلف قولها: "إن الطلبة يعودون من الولايات المتحدة بمجموعة من الخبرات الجماعية التي يمكنهم من خلالها دفع البلاد إلى الأمام".

كما أشارت الصحيفة إلى أن عامل الطقس يشكل كذلك عاملاً معيقاً للطلبة السعوديين في أمريكا، ونقلت ما قاله خالد عبد الله المغربي (19 عاماً): "كنت أعتقد أن جميع الأمريكيين يحملون المسدسات في الشوارع، كما أني مكثت أسبوعاً كاملاً في المنزل لا أدري ماذا أرتدي، ففي بلدي جميع فصول السنة مثل بعضها البعض، فالجو الحار هو السائد في كل شهور السنة".

ثم تطرقت الصحيفة إلى أنه رغم الدعم الكبير الذي تشكله لبرنامج المنح الدراسية، إلا أن هناك أصواتاً كثيرة تثير الشكوك والمخاوف حول التساهل في هذا الأمر.

وعن هذا تقول الصحيفة "تتزايد الأصوات المطالبة بسياسات أكثر صرامة نحو منح التأشيرة الأمريكية للطلبة السعوديين، خاصة أن 15 شخصاً من الـ19 خاطفي الطائرات التي تسببت في هجمات 11 سبتمبر 2001 كانوا سعوديين، ودخلوا الولايات المتحدة بتأشيرات طلاب أيضاً".

وأضاف قائلاً: "كما أنه في عام 2011 تم اتهام طالب سعودي بتدبير مؤامرة فاشلة لتفجير عدة أهداف أمريكية وأعمال تجارية؛ ما جعل هناك تهديدات عديدة تؤكد أن تأشيرات الإقامة الخاصة بالطلبة السعوديين سريعاً ما تتحول إلى خلايا نائمة تابعة لتنظيم القاعدة، وهو ما دفع الكونجرس منذ عام 2010 أن يطالب بتفعيل برامج لتعلم اللغة الإنجليزية عن بُعد".

ونقلت الصحيفة عن إرنستين فوبس، المتحدثة باسم وكالة الهجرة والجمارك، قولها: "معظم المدارس والمراكز والجامعات تخضع لرقابة الأمن الداخلي ولرقابة الوكالة لمتابعة إذا ما كان ظهر أي احتيال على النظام والمتطلبات التي حددتها الوكالة، وإن كان هناك أي خرق لنظام التتبع لهؤلاء الطلبة".

---

hofhv sfr 1434 -wpdtm Hlvd;dm: ',thk hg'gfm hgsu,]ddk lw]v gg]og ,ggrgr HdqhW