مياسة الزين

سبق- الرياض- (تصوير: عبدالملك سرور): على الجانب الشرقي لمدينة الرياض، تربض جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بمنارتها الشامخة، وتاريخها العريق؛ لتمد يدها من قلب الصحراء إلى الوطن العربي الكبير، حاملة فنون السياسة وعلوم الأمن الشامل على الطريقة العالمية.



"جامعة نايف".. جمعت من نايف "الأمير"- رحمه الله- الحكمة، والإبداع، والثمرة، والإنجاز، حتى زاحمت مخرجاتها وسُمعتها المقاعد الأمامية لقوائم الجامعات المتخصصة في العلوم الأمنية.



وفي جولة لمنسوبي صحيفة "سبق" داخل مرافق الجامعة، إثر دعوة تلقتها من مديرها، الدكتور جمعان بن رشيد بن رقوش، وضح مدى العمل الكبير والخدمة الأمنية والمهنية "نظرياً وتطبيقياً" التي تقدمها الجامعة للمستفيدين من داخل المملكة وخارجها، حتى أصبحت رافداً مهماً ومطوراً إستراتيجياً للسياسات الأمنية.



جامعة نايف للعلوم الأمنية- كما يروي مسؤول العلاقات العامة عبدالرحمن بن أحمد الشهري- لديها ثلاثة أهداف؛ هي: التعريف بأحكام التشريع الجنائي في الإسلام، ورفع كفاءة العاملين في الأجهزة الأمنية والعدلية في الدول العربية، وكذلك إصدار الدراسات والبحوث في مجال الأمن.



ويضيف الشهري: "الجامعة التي أنفقت الدولة على بنائها وتجهيزها مليار ريال سعودي، تضم خمس كليات ومركزين، أولى الكليات كلية الدراسات العليا، وتمنح درجة الدبلوم العالي، والماجستير، والدكتوراة، ثم كلية التدريب، وثالثها كلية علوم الأدلة الجنائية، ورابعها كلية اللغات والترجمة، وأخيرآ كلية العلوم الإستراتيجية، في حين أن هناك مركز الدراسات والبحوث، ومركز المعلومات، والمكتبة الأمنية، إضافة إلى المرافق الأخرى؛ مثل: النادي الاجتماعي والرياضي والمطاعم والفندق والوحدات السكنية".



وفي كلية علوم الأدلة الجنائية التي انتقل إليها الفريق الزائر، أوضح الدكتور أحمد جوهر أن الكلية تضم أربعة أقسام تعتبر المحكّ الفعلي لإمكانات رجل الأمن؛ وهي: الكيمياء الجنائية، ويعنى بدراسة الآثار المادية الصناعية والطبيعية؛ مثل: المواد المخدرة، والسوائل البيولوجية، والمواد السامة الصلبة، ومخلفات المتفجرات، وعينات الكحول في الدم والبول، وكذلك البويات والأحبار، وتوظيف الأجهزة التحليلية والتقنيات الفنية؛ لتحليلها، وتفسير نتائج ذلك التحليل لخدمة التحقيق الجنائي والعدالة.



وأوضح أن ثاني الأقسام هو الأحياء الجنائية، والذي يُعنى بدراسة وتحليل الآثار البيولوجية للكائنات الحية، وخاصة الإنسان، والتي تشمل: السوائل البيولوجية؛ مثل: الدم، والأمصال، والإفرازات الحيوية والسوائل المنوية، واللعاب، والأنسجة البيولوجية؛ مثل: قطاعات الجسم، كالجلد، والبشرة، والكبد، والطحال، والقلب، والكلى، والخلايا العصبية، والعظام، والشعر والألياف؛ مثل: الشعر الآدمي، والشعر الحيواني، والألياف الطبيعية النباتية، ودورها في التحليل والتحقيق الجنائي. كما يتولى قسم الأحياء الجنائية إعداد وتدريب العاملين في مجال دراسة وتحليل الآثار البيولوجية؛ كالدماء والأمصال، والإفرازات الحيوية، ورفع مستوى كفاءاتهم العلمية ومهاراتهم الفنية.



وبين أن ثالث الأقسام هو الطبيعيات الجنائية، ويهتم بدراسة ومضاهاة ومقارنة البصمات وسبل البحث عنها، وأساليب إظهارها وطرق أرشفتها وأسلوب بناء القواعد المعلوماتية الآلية، كما يعنى بآثار الأسلحة وطرق فحصها باستخدام المجاهر المختلفة والتقنيات التكبيرية الحديثة، ويعنى كذلك بطريقة حفظ الآثار ومضاهاتها وفحص المستندات بأشكالها المختلفة ومواد الكتابة وطرق مضاهاة الخطوط اليدوية والتوقيعات، ومضاهاة الطابعات والآلات الكاتبة وغيرها. وأيضاً توظيف التقنيات الحديثة في أساليب حفظ وفحص وتحليل الأدلة الرقمية، وأخذ نسخ منها واسترجاع الملفات المحذوفة، وفك التشفير واسترجاع كلمات المرور والملفات والبيانات المخزنة بالقرص الصلب التالف بالكمبيوتر وبذاكرة الكمبيوتر وبأجهزة الجوال وتحليل البريد الإلكتروني.

وأشار إلى أن قسم الطبيعيات الجنائية يتولى إعداد وتدريب العاملين في مجال فحص المستندات والوثائق الثبوتية، والعاملين في مجال فحص الأدلة الرقمية، والعاملين في مجال فحص آثار الأسلحة والآلات، والعاملين على إظهار البصمات ورفعها ومضاهاتها ورفع مستوى كفاءاتهم العلمية والفنية .



أما رابع الأقسام- بحسب الشهري- فهو مسرح الجريمة، ويعنى بمسرح الجريمة والمحافظة عليه، والطرق الصحيحة لمعاينته، والبحث عن الآثار المادية المتخلفة عن كل "جري"@، كما يعنى بمعرفة الطرق الصحيحة؛ لرفع وجمع وتحريز وحفظ هذه الآثار المادية والإلمام بمفهوم تلوث الآثار المادية، وتأثير ذلك على أهمية وقيمة الآثار المادية. كذلك يهتم بضرورة توثيق مسرح الجريمة كتابةً وتصويراً بوسائط التصوير الفوتوغرافي والرقمي وكاميرا الفيديو، وكيفية إعداد تقارير المعاينة ودورها في عمليات التحقيق وجمع المعلومات عن كل جريمة.



ولفت إلى أن قسم مسرح الجريمة يتولى تدريب العاملين في مجال معاينة مسرح الجريمة بصوره المختلفة، فيما يخص إدارات الأدلة الجنائية، وصقل مهاراتهم الفنية ودعم قدراتهم العلمية .



وتعرف الوفد- أثناء وجودهم في المعرض الأمني بالجامعة من خلال شرح عبدالرحمن بن حسن الشهري- على طرق ووسائل تهريب المخدرات والأسلحة بين الدول العربية عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية، واستغلال الحجاج والمعتمرين في تمريرها إلى داخل المملكة، ثم طريقة تصنيع المخدرات وتحويلها من النبات إلى قوالب كيميائية، وأخيراً مصير مستخدميها، وصور حية للحالة المأساوية للمتعاطين.



وفي نهاية اللقاء، استقبل مدير الجامعة الدكتور جمعان بن رقوش، منسوبي "سبق"، وأظهر في اللقاء أهمية الإعلام كشريك للأمن؛ وهي النظرة والرؤية التي كان الأمير نايف- رحمه الله- يعلنها في كل مناسبة. وقال "ابن رقوش": "فقيد الأمن الأمير نايف يؤكد دائماً على وجوب العلاقة الترابطية بين الأمن والإعلام، كما أن وزير الداخلية، الأمير محمداً يركز على هذه المبادئ الراسخة".



وأضاف: "الجامعة تفخر بأنها أول مؤسسة أكاديمية أصلت مفهوم الإعلام الأمني، كما أن الجامعة تنفرد بثلاث لغات لا توجد عند غيرها؛ وهي: اللغة الدبلوماسية، واللغة العلمية، واللغة الأمنية".



وتكوَّن وفد صحيفة "سبق" الزائر من: المدير العام ورئيس التحرير المكلف، علي الحازمي، ومدير القسم الإنساني أحمد البراهيم، والمحررين: عيسى الحربي، وعبدالإله القحطاني، وفيصل النوب، وأحمد سرور، وغزوان الحسن، والمصورين: عبدالملك سرور، وطارق الألمعي، وسكرتير المدير العام هاني النجومي، ومسؤول العلاقات العامة عبدالرحمن العنبري.










المزيد من التفاصيل...

---

hofhv sfr hgd,l 7-1434 aiv v[f | -fhgw,v>> "[hlum khdt">> uvfdm hg[yvhtdh>> uhgldm hgtk,k