مياسة الزين

أيمن حسن- سبق: يؤكد الكاتب الصحفي د. عبدالله بن موسى الطاير، أن ثورة الاتصال الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي باتتا تهددان أمن الدول واستقرارها؛ حيث يتم استغلالهما لبث الإشاعات المغرضة والتحريض والتآمر والحرب النفسية، ثم يتم الدفع بعدد من الشباب الضال ليلعب دور جيوش الغزاة؛ فيقلب أوضاع وطنه إلى فوضى. ويؤكد الكاتب أن الدور الذي يلعبه تنظيم "داعش" الآن في العراق وسوريا، هو نفسه ما خططت له أمريكا في المنطقة.



وفي مقاله "مفهوم العدوان الخارجي في عصر التغيير" بصحيفة "الرياض"، يقول "الطاير": "في ظني أن العدوان الخارجي بدأ يأخذ شكلاً جديداً إلى جانب مفهومه التقليدي.. فثورة الاتصال الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي باتتا تهددان أمن الدول واستقرارها، ولا يقولن لي أحد بأن الدول التي تخاف على استقرارها من "الكلمة" لا تستحق البقاء؛ فذلك قول عفى عليه الزمن ولم يعد له في المنطق نصيب؛ ذلك أن الفضاءات المفتوحة بدون رقيب تجعل استقرار الدول معرضاً أكثر من أي وقت مضى للخطر، تحت وطأة قصف مكثف من التحريض والتآمر، واستخدام المعلومة والمعرفة والتوجيه والأساليب النفسية، في التأثير لهدم الدول من الداخل، وهو ما سمي "التغيير الناعم" الذي تَبَنَّته عدد من الدول، وعقدت له الدورات وورش العمل، واستقطبت له خيرة شباب البلدان المستهدفة، وانتقلت بعد بدء زعزعة الاستقرار في عدد من البلدان إلى استخدام التقنية لتكريس مفاهيم التغيير عن بُعد؛ وبذلك توسعت تلك الدول في الإنفاق على القوى الناعمة على حساب مصروفات الجيوش والتسلح التي تُثقل كاهل اقتصاداتها".



ثم يشرح "الطاير" كيف روّجت ثورة الاتصال الحديثة -ممثلة في فضائية "الجزيرة"- لتنظيم " القاعدة"، ويقول: "لقد عاشت "القاعدة" في محيطها المظلم برهة من الزمن تعلن عن نفسها بين الفينة والأخرى من خلال عمل إرهابي.. وكان ظهور قناة الجزيرة تحديداً أكثر العوامل في ذيوع صيت "القاعدة"؛ مما أفسح المجال لرسائلها ومريديها، وحصد لها الكثير من الأتباع على امتداد العالم. ولم يتوقف أحد عند أهداف "القاعدة"، وماذا تريد؟ ومن يقف خلفها؟ وما إذا كانت نصراً للإسلام والمسلمين أم حرباً عليهما؛ خاصة وأن معظم الضحايا على المستوى البشري والاقتصادي وعلى مستوى السمعة هم من المسلمين، وبخاصة المجتمعات السنية.. واليوم نعيش نسخة حديثة من "القاعدة"، وهي "داعش" التي يقال إنها تغولت حتى بلعت نصف العراق على حين غرة من عيون المخابرات العالمية، ومطلوب منا -تحت كثافة القصف المعلوماتي عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي- أن نصدق ذلك. وبقدرة قادر أصبحت "داعش" مفردة رائجة يزداد وهجها يوماً بعد يوم دون أن نتوقف أيضاً عند ماهية هذه الجماعة وماذا تريد، ومَن تخدم، ولماذا ضحاياها من المسلمين وبخاصة السنة فقط؟".



ثم يشير الكاتب إلى العلاقة بين "داعش " والولايات المتحدة الأمريكية، ويقول: "داعش قد تحقق أهدافاً "أساسية"؛ أولها استقلال العرب السنة في أسوأ منطقة من العراق، وهي وسطه القاحل؛ حيث لا ماء ولا نفط ولا منفذ بحري؛ مضافاً إليه منطقة أتعس من وسط سوريا إلى تخوم دمشق، وثانيها استقلال العرب الشيعة بدولتهم في جنوب العراق الغني، وهو خطر حقيقي على استقرار المنطقة الواقعة على الضفة الغربية للخليج العربي من الكويت وحتى قطر، وثالثها استقلال أكراد العراق بدولتهم؛ خاصة وأنهم الآن حسموا السيطرة على المناطق المتنازع عليها مع الحكومة المركزية في بغداد، وفي ظل أوضاع سوريا فإن أكرادها سوف يلتحقون بالدولة الكردية، وليس لدى تركيا مانع من القبول بها وفق اتفاقية تضمن علاقات جيدة. هذه الأهداف التي تسعى "داعش" لتحقيقها هي ذاتها التي تتطلع إليها الولايات المتحدة الأمريكية، ورسمت خارطتها منذ عام 2005م، وتم نشرها آنذاك مع مقالة بعنوان (حدود الدم)".



ويُنهي "الطاير" مؤكداً على علاقة أمريكا و"داعش"، ويقول: "ليست أمريكا في هذا العصر بحاجة إلى شن حرب عالمية ثالثة لتحقيق رؤيتها للشرق الأوسط الجديد؛ ذلك أن سلاح المعلومة والإشاعة والحرب النفسية يمكن القيام بها بسهولة وفاعلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال الحديثة، واعتماداً على بضعة آلاف من "داعش" مثلاً، يمكن اجتياح مجتمعات هلْهَلَتْها الدعاية والإشاعة وهيأتها رسائل التغيير".





المزيد من التفاصيل...

---

hofhv sfr hgd,l 7-1434 aiv v[f | -"hg'hdv": lh jr,l fi "]hua">> o''j gi Hlvd;h ,vQ,~Q[j