اخبار جريدة الرياض 1434-تجارة الأسر المنتجة.. من «البسطات» إلى فضاء «الإنترنت» ! , اخبار جريدة الرياض 1434-تجارة الأسر المنتجة.. من «البسطات» إلى فضاء «الإنترنت» ! , اخبار جريدة الرياض 1434-تجارة الأسر المنتجة.. من «البسطات» إلى فضاء «الإنترنت» !
****مرَّت ممارسة العمل التجاري للأسر المنتجة بالعديد من المراحل، فمن نطاق الحدود الضيقة وبيع البسطات على الأرصفة أو أمام مداخل المجمعات "المولات" التجارية إلى ممارسته من خلال الفضاء الإلكتروني عن طريق برامج "إنستجرام" وال "واتس أب" وشبكة "الإنترنت"، وتمارس الأسر هذه التجارة بهدف مواجهة بطالة النساء والفتيات في المنازل، حيث تنوعت مجالات العمل في هذه التجارة المنزلية، وأصبح الجميع يتابع ما ينشر عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي من بضائع متنوعة، إذ بات بإمكان الشخص هنا ممارسة التسوق الإلكتروني وهو في بيته أو موقع عمله.
حواجز اجتماعية
وأوضحت "صفاء النهدي" –سيدة أعمال- أنَّها بدأت ممارسة التجارة المنزلية منذ أكثر من (15) عاماً، وذلك أثناء عودتها من "باريس" عاصمة الموضة والأناقة وفي حقيبتها مجموعة من الهدايا لصديقاتها وقريباتها، مُضيفةً أنَّ تكلفة هذه الهدايا الغالية كانت سبباً في اتجاهها لجلب البضائع من "الصين" وبيعها على جاراتها وصديقات شقيقاتها؛ ممَّا جعل الجميع يعتمد عليها في شراء هدايا المناسبات السعيدة، حيث حققت في هذا المجال ثروة لا بأس بها.
وعن كيفية نجاحها في استيراد تلك المنتجات على الرغم من الحواجز الاجتماعية المفروضة عليها باعتبارها امرأة، أشارت إلى أنَّها نجحت في تنظيم علاقة تجارية مع أصحاب عدد من المحال التجارية في "الصين"، وبالتالي تمكنت من جلب بعض البضائع البسيطة، مُضيفةً: "استطعت تكوين علاقات جدية مع أصحاب تلك المحال التجارية حتى أتمكن من طلب بعض الحاجيات المحددة ليتم إرسالها لي بعد أخذ ثمنها من الزبونة لسداد قيمة البضاعة وإرسالها".
مجازفة مدروسة
وأشارت "صفاء النهدي" إلى أنَّه على الرغم من البداية الصعبة لكل عمل تجاري إلاَّ أنَّه بعد أن نصل لمرحلة من النجاح نجد أنَّ تلك التجارب تستحق المجازفة المدروسة، فهي ترى أنَّ المرأة السعودية تستطيع أن تفتح لها مورد دخل جديدا من مثل هذه الأعمال دون أن تبتعد عن أسرتها وبيتها، مُبيِّنةً أنَّ الخصوصية التي فرضها بعض أفراد المجتمع على المرأة قد يمنعها من ممارسة التجارة بشكل علني.
وأضافت أنَّ هناك أيضاً شروطاً وأنظمة تحتّم على المرأة بسيطة التعليم البقاء بين أسوار منزلها تنتظر راتب الزوج الذي أصبح لا يكفي حتى منتصف الشهر، وربَّما تكون الفرص أمام عينيها وهي لا تراها.
صناعة الحليّ
وبيَّنت "عائشة عسيري" -ربة منزل- أنَّها ابتكرت منتجا تقوم على تصنيعه وتسويقه في المنطقة الجنوبية من المملكة، مُشيرةً إلى أنَّها استغلت حب نساء منطقة عسير لبعض أنواع الحلي القديمة المصنعة من أنواع معينة من الأحجار الكريمة وبدأت بتصنيعها على شكل حلي وإكسسوارات جميلة يرتدينها في المناسبات، مُضيفةً: "من المفارقات الجميلة أنَّ ما كان قديماً مصدراً للتباهي من قبل جداتنا، هو ما يفتن الفتيات اليوم، وأصبحن يتنافسن عليه بشدة، حيث بات شكلاً من أشكال الموضة الجديدة". وأكَّدت على أنَّها تعلَّقت بأمها كأيّ فتاة، لذلك ترى فيها قدوتها التي شجعتها على السير في هذا الطريق للتغلب على مصاعب الحياة، مُضيفةً أنَّ ذلك أوجد لديها الرغبة في صنع بعض الحلي لها، وبعد أن نالت إعجاب المحيطات بها وتشجيعهن لها تقدمت في هذه الحرفة وأصبحت تصنع منها الكثير بأشكال وألوان مختلفة، حتى تطور الأمر لتكون صناعة الحلي وفق التصميم الذي ترغب فيه الزبونة، لافتةً إلى أنَّها تمكنت بذلك من تكوين قاعدة تجارية تشارك بها من خلال المناسبات النسائية والتراثية.
منافسة الرجل
وقالت "أضواء محمد" -سيدة أعمال-: "أمتلك حالياً مشغلا واستوديو تصوير نسائي"، مُضيفةً أنَّ المرأة السعودية تستطيع أن تمارس العديد من النشاطات التجارية في ظل الأنظمة والقوانين المرعية، فهي قادرة على منافسة الرجل في التجارة وتحقيق أرباح مرضية وعالية تمكنها من خوض غمار التجارة النسائية العالمية التي أصبحت تُدار من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مُبيِّنةً أنَّ هذه الوسائل جلبت لها الزبائن من مختلف شرائح المجتمع. وأضافت أنَّ عدداً ليس بالقليل من زبائنها من بعض الدول الخليجية، موضحةً أنَّ البعض يأتين إليها لالتقاط الصور التذكارية أو من أجل الاتفاق على تصوير حفلات الزفاف والمناسبات السعيدة.
أسواق أسبوعية
وقال "د.عبدالله باعشن" –مستشار مالي-: "إنَّ التجارة المنزلية عبر التاريخ كانت هي البداية الحقيقية للتجارة عندما كانت المجتمعات منحصرة ومغلقة، وكانت عبارة عن أفراد مجتهدين يتحدون لتشكيل شراكة لصناعة التجارة، وأذكر أنَّ هذا النوع من التجارة كانت تشهده الأسواق الأسبوعية في المنطقة الجنوبية والحجاز، إذ كانت المنفذ الوحيد للأسر المنتجة، ومع التطور الذي نشهده انتقلت الى فضاء الإنترنت"، لافتاً إلى أنَّ البنية التحتية القوية للاتصالات ساعدت في نمو هذا النوع من التسوق.
ولفت إلى أنَّ لدى السوق السعودي مميزات لانتشار هذا النوع من التجارة؛ وذلك لاتساع الرقعة الجغرافية للمملكة، وهذا يعني عرض السلع في مساحة أكبر، بالإضافة الى أنَّ المجتمع السعودي لديه قوة شرائية عالية، كما أنَّ العديد من الموروثات تغيَّرت عن طريق الشباب الذين يشكلون الشريحة الأكبر، إذ إنَّ ما يهمهم هنا هو التسوّق بشكل سهل، حيث حقَّق الفضاء الإليكتروني هذه الرغبة لديهم، خصوصاً أنَّ هناك عوائق للتسوق، مثل ازدحام الطرق وارتفاع التكلفة للبضاعة اذا عرضت في المجمع التجاري.
فرص وظيفية
وقال "مازن الضراب" -متخصص في التجارة الإلكترونية-: "إنَّ وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج المحادثة الفورية، وغيرها من التقنيات الحديثة أتاحت فرصاً جديدة لأصحاب المهن اليدوية والمأكولات، ففي السابق كانت الطريقة الوحيدة للترويج للسلع تكون عن طريق السمعة في الحيّ أو عن طريق الصديقات والأقارب ممَّن تذوقوا ما تنتجه ربَّة المنزل من أطعمة، ومع الوقت تحول الأمر من الحي إلى المدينة". وأضاف أنَّ وجود الأسر المنتجة كان يتمُّ بشكل موسمي عن طريق "البازارات" التي تُنظَّم في شهر "رمضان" والإجازات، بينما أتاح فضاء وسائل التواصل الاجتماعي حالياً فرصة عرض دائمة على مدار اليوم بأبسط الطرق، مُضيفاً: "يبقي هناك جانب آخر مهم جدير بالطرح يكمن في تساؤلات البعض عن أهمية وجود رقابة لضمان وسائل إعداد المأكولات ونظافتها وجودتها، وأعتقد أنَّ التاجرة يهمها سمعتها والمحافظة عليها، وبالتالي فهي من تمثل إدارة الجودة لمشروعها". وأكَّد على أنَّ التجارة المنزلية تفتقد للتنظيم ومنح التصاريح اللازمة لها حتى هذه اللحظة، على الرغم من أنَّ هذا النوع من التجارة يُعدُّ من أهم عناصر المنشآت الصغيرة والمتوسطة حول العالم، حيث إنَّها تخلق العديد من الفرص الوظيفية أكثر ممَّا توفّره العديد من الشركات الكبيرة؛ وذلك لأنَّ نموها سريع وتخدم احتياجات أفراد المجتمع، لافتاً إلى أنَّ دعمها والاهتمام بها سينعكس بشكل إيجابيّ على اقتصادنا الوطني.
كيانات منتجة
وأوضح "فضل البو عينين" أنَّنا بدأنا مرحلة مهمة في تنمية الأسرة من خلال الأسر المنتجة وتحويلها الى كيانات منتجة أكثر منها مستهلكة، إلى جانب تحويل هذه الأسر التى قد يكون بعضها بحاجة للدعم إلى أسر قادرة على إيجاد إيرادات مالية من خلال تجارة منزلية تُدار إمَّا بإنتاج منزلي أو تكون تجارة تحقق من خلالها العوائد المالية، مُضيفاً أنَّ الأسر المنتجة ككيانات لم يكن معترف بها في مجتمعنا، بل إنَّها كانت تواجه معوقات من جهات تنظيمية مختلفة، ومن ذلك البلديات والأمانات ووزارتا التجارة والعمل.
وأكَّد على أنَّنا اليوم نجد أنَّ هناك قيادة حقيقية للأسر المنتجة، مُضيفاً أنَّ الهيئة العامة للسياحة والآثار كان لها الدور الفاعل في دعم هذه الأسر وتحويلها الى كيانات معترف بها، في ظل ظهور التشريعات الداعمة لها، مثل: وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارت التجارة والعمل والبلديات، موضحاً أنَّه أصبح هناك تفهّم لاحتياجات هذه الأسر وحقوقها في ممارسة التجارة التى تساعد على إيجاد مصادر للدخل تساعدها على الإنفاق على نفسها وتكوين ثروات مالية في المستقبل.
نظرة المجتمع
وأشار "البو عينين" إلى نظرة المجتمع بدأت تتحول تدريجيا تجاه الأسر المنتجة، ففي السابق كان هناك نوع من الحرج الاجتماعي، سواءً من جانب الأسر أو من المجتمع الذي كان يرفض هذه الفكرة، مُضيفاً أنَّنا نجد اليوم أنَّه أصبح هناك تقدير من المجتمع لهذه الأسر التى تحرص على أن توفر لها مصدر دخل كريم يساعدها على الإنفاق وتربية الأبناء بعيداً عن طلب المساعدة أو اللجوء إلى مصادر أخرى، الأمر الذي ساعد على دعم هذه الشريحة. وأضاف أنَّ هناك تحولا كبيرا فيما يتعلق بالكيانات الاقتصادية التى أصبحت تركز على عملية الإنتاج المنزلي وتساهم في تسويق بعض منتجات الأسر المنتجة، حيث أصبح لإمارات المناطق دور كبير في دعم هذه الأسر المنتجة من خلال تذليل المعوقات أمامها وتنظيم المنتديات والمهرجانات، مُبيِّناً أنَّها أصبحت توفر مواقع لتسويق منتجات الأسر، مستشهداً بوجود العديد من الأكشاك في عدد من مطارات المملكة.
منتجات حرفية
وبيَّن"البو عينين" أنَّ الأسر المنتجة حصلت على دعم آخر من خلال ما صدر عن الهيئة العامة للسياحة والآثار في جعل المنتجات الحرفية التى تنتجها الأسر هدايا تقدمها إمارات المناطق للوفود التي تستقبلها، وبذلك خلقت الهيئة سوقاً أخرى للأسر المنتجة، خصوصاً الأسر التى تمتهن المنتجات الحرفية التى تمثل الطابع التراثي لمختلف مناطق المملكة، مؤكِّداً على أنَّ التسوّق الإلكتروني ساعد الكثير من الفتيات العاطلات. وذكر أنَّ هؤلاء الفتيات أصبحن قادرات على ممارسة التجارة من المنزل، وذلك بالاعتماد على المواقع الإلكترونية، مُضيفاً أنَّ الأسر المنتجة طوَّرت من انتاجها المحلي إلى التجارة العالمية أو الإقليمية، حيث باتت بعض الأسر تطلب البضائع عن طريق الشبكة العنكبوتية، ومن ثمَّ تعرضها للبيع عن طريق حسابات "إنستجرام" و"تويتر"، وبالتالي فإنَّ شبكة "الإنترنت" وفرت أدوات جديدة لتسويق المنتجات ودعم الأسرة المنتجة. وأوضح أنَّ هذه الطريقة قد لا تكون آمنة على الدوام، مُضيفاً أنَّ التجارة الإلكترونية لا تخلو من التحديات والمخاطر، موضحاً أنَّ هناك نسبة عالية من الثقة للتعامل مع الأسر المنتجة، خصوصاً إذا كانت تعمل من خلال البيئة الحاضنة لها، وبذلك هي تحتاج لأن يكون لها سمعة وثقة تساعدها على مزيد من الإنتاج والتوسع لتجارتها المنزلية، وبالتالي تتحول مع مرور الوقت من أسرة منتجة الى أسرة تمتلك مصانع صغيرة تمارس من خلالها الإنتاج أو لديها محال تجارية تمارس من خلالها التجارة.
السيدات دخلن مجال التجارة بكل جرأة وفرضن أنفسهن
التجارة الإلكترونية سوق ينافس البازارات النسائية
د. عبدالله باعشن
مازن الضراب
فضل البوعينين
التفاصيل...
اخبار جريدة الرياض 1434-تجارة الأسر المنتجة.. من «البسطات» إلى فضاء «الإنترنت» !
http://www.kif3.com/
****مرَّت ممارسة العمل التجاري للأسر المنتجة بالعديد من المراحل، فمن نطاق الحدود الضيقة وبيع البسطات على الأرصفة أو أمام مداخل المجمعات "المولات" التجارية إلى ممارسته من خلال الفضاء الإلكتروني عن طريق برامج "إنستجرام" وال "واتس أب" وشبكة "الإنترنت"، وتمارس الأسر هذه التجارة بهدف مواجهة بطالة النساء والفتيات في المنازل، حيث تنوعت مجالات العمل في هذه التجارة المنزلية، وأصبح الجميع يتابع ما ينشر عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي من بضائع متنوعة، إذ بات بإمكان الشخص هنا ممارسة التسوق الإلكتروني وهو في بيته أو موقع عمله.
حواجز اجتماعية
وأوضحت "صفاء النهدي" –سيدة أعمال- أنَّها بدأت ممارسة التجارة المنزلية منذ أكثر من (15) عاماً، وذلك أثناء عودتها من "باريس" عاصمة الموضة والأناقة وفي حقيبتها مجموعة من الهدايا لصديقاتها وقريباتها، مُضيفةً أنَّ تكلفة هذه الهدايا الغالية كانت سبباً في اتجاهها لجلب البضائع من "الصين" وبيعها على جاراتها وصديقات شقيقاتها؛ ممَّا جعل الجميع يعتمد عليها في شراء هدايا المناسبات السعيدة، حيث حققت في هذا المجال ثروة لا بأس بها.
وعن كيفية نجاحها في استيراد تلك المنتجات على الرغم من الحواجز الاجتماعية المفروضة عليها باعتبارها امرأة، أشارت إلى أنَّها نجحت في تنظيم علاقة تجارية مع أصحاب عدد من المحال التجارية في "الصين"، وبالتالي تمكنت من جلب بعض البضائع البسيطة، مُضيفةً: "استطعت تكوين علاقات جدية مع أصحاب تلك المحال التجارية حتى أتمكن من طلب بعض الحاجيات المحددة ليتم إرسالها لي بعد أخذ ثمنها من الزبونة لسداد قيمة البضاعة وإرسالها".
مجازفة مدروسة
وأشارت "صفاء النهدي" إلى أنَّه على الرغم من البداية الصعبة لكل عمل تجاري إلاَّ أنَّه بعد أن نصل لمرحلة من النجاح نجد أنَّ تلك التجارب تستحق المجازفة المدروسة، فهي ترى أنَّ المرأة السعودية تستطيع أن تفتح لها مورد دخل جديدا من مثل هذه الأعمال دون أن تبتعد عن أسرتها وبيتها، مُبيِّنةً أنَّ الخصوصية التي فرضها بعض أفراد المجتمع على المرأة قد يمنعها من ممارسة التجارة بشكل علني.
وأضافت أنَّ هناك أيضاً شروطاً وأنظمة تحتّم على المرأة بسيطة التعليم البقاء بين أسوار منزلها تنتظر راتب الزوج الذي أصبح لا يكفي حتى منتصف الشهر، وربَّما تكون الفرص أمام عينيها وهي لا تراها.
صناعة الحليّ
وبيَّنت "عائشة عسيري" -ربة منزل- أنَّها ابتكرت منتجا تقوم على تصنيعه وتسويقه في المنطقة الجنوبية من المملكة، مُشيرةً إلى أنَّها استغلت حب نساء منطقة عسير لبعض أنواع الحلي القديمة المصنعة من أنواع معينة من الأحجار الكريمة وبدأت بتصنيعها على شكل حلي وإكسسوارات جميلة يرتدينها في المناسبات، مُضيفةً: "من المفارقات الجميلة أنَّ ما كان قديماً مصدراً للتباهي من قبل جداتنا، هو ما يفتن الفتيات اليوم، وأصبحن يتنافسن عليه بشدة، حيث بات شكلاً من أشكال الموضة الجديدة". وأكَّدت على أنَّها تعلَّقت بأمها كأيّ فتاة، لذلك ترى فيها قدوتها التي شجعتها على السير في هذا الطريق للتغلب على مصاعب الحياة، مُضيفةً أنَّ ذلك أوجد لديها الرغبة في صنع بعض الحلي لها، وبعد أن نالت إعجاب المحيطات بها وتشجيعهن لها تقدمت في هذه الحرفة وأصبحت تصنع منها الكثير بأشكال وألوان مختلفة، حتى تطور الأمر لتكون صناعة الحلي وفق التصميم الذي ترغب فيه الزبونة، لافتةً إلى أنَّها تمكنت بذلك من تكوين قاعدة تجارية تشارك بها من خلال المناسبات النسائية والتراثية.
منافسة الرجل
وقالت "أضواء محمد" -سيدة أعمال-: "أمتلك حالياً مشغلا واستوديو تصوير نسائي"، مُضيفةً أنَّ المرأة السعودية تستطيع أن تمارس العديد من النشاطات التجارية في ظل الأنظمة والقوانين المرعية، فهي قادرة على منافسة الرجل في التجارة وتحقيق أرباح مرضية وعالية تمكنها من خوض غمار التجارة النسائية العالمية التي أصبحت تُدار من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مُبيِّنةً أنَّ هذه الوسائل جلبت لها الزبائن من مختلف شرائح المجتمع. وأضافت أنَّ عدداً ليس بالقليل من زبائنها من بعض الدول الخليجية، موضحةً أنَّ البعض يأتين إليها لالتقاط الصور التذكارية أو من أجل الاتفاق على تصوير حفلات الزفاف والمناسبات السعيدة.
أسواق أسبوعية
وقال "د.عبدالله باعشن" –مستشار مالي-: "إنَّ التجارة المنزلية عبر التاريخ كانت هي البداية الحقيقية للتجارة عندما كانت المجتمعات منحصرة ومغلقة، وكانت عبارة عن أفراد مجتهدين يتحدون لتشكيل شراكة لصناعة التجارة، وأذكر أنَّ هذا النوع من التجارة كانت تشهده الأسواق الأسبوعية في المنطقة الجنوبية والحجاز، إذ كانت المنفذ الوحيد للأسر المنتجة، ومع التطور الذي نشهده انتقلت الى فضاء الإنترنت"، لافتاً إلى أنَّ البنية التحتية القوية للاتصالات ساعدت في نمو هذا النوع من التسوق.
ولفت إلى أنَّ لدى السوق السعودي مميزات لانتشار هذا النوع من التجارة؛ وذلك لاتساع الرقعة الجغرافية للمملكة، وهذا يعني عرض السلع في مساحة أكبر، بالإضافة الى أنَّ المجتمع السعودي لديه قوة شرائية عالية، كما أنَّ العديد من الموروثات تغيَّرت عن طريق الشباب الذين يشكلون الشريحة الأكبر، إذ إنَّ ما يهمهم هنا هو التسوّق بشكل سهل، حيث حقَّق الفضاء الإليكتروني هذه الرغبة لديهم، خصوصاً أنَّ هناك عوائق للتسوق، مثل ازدحام الطرق وارتفاع التكلفة للبضاعة اذا عرضت في المجمع التجاري.
فرص وظيفية
وقال "مازن الضراب" -متخصص في التجارة الإلكترونية-: "إنَّ وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج المحادثة الفورية، وغيرها من التقنيات الحديثة أتاحت فرصاً جديدة لأصحاب المهن اليدوية والمأكولات، ففي السابق كانت الطريقة الوحيدة للترويج للسلع تكون عن طريق السمعة في الحيّ أو عن طريق الصديقات والأقارب ممَّن تذوقوا ما تنتجه ربَّة المنزل من أطعمة، ومع الوقت تحول الأمر من الحي إلى المدينة". وأضاف أنَّ وجود الأسر المنتجة كان يتمُّ بشكل موسمي عن طريق "البازارات" التي تُنظَّم في شهر "رمضان" والإجازات، بينما أتاح فضاء وسائل التواصل الاجتماعي حالياً فرصة عرض دائمة على مدار اليوم بأبسط الطرق، مُضيفاً: "يبقي هناك جانب آخر مهم جدير بالطرح يكمن في تساؤلات البعض عن أهمية وجود رقابة لضمان وسائل إعداد المأكولات ونظافتها وجودتها، وأعتقد أنَّ التاجرة يهمها سمعتها والمحافظة عليها، وبالتالي فهي من تمثل إدارة الجودة لمشروعها". وأكَّد على أنَّ التجارة المنزلية تفتقد للتنظيم ومنح التصاريح اللازمة لها حتى هذه اللحظة، على الرغم من أنَّ هذا النوع من التجارة يُعدُّ من أهم عناصر المنشآت الصغيرة والمتوسطة حول العالم، حيث إنَّها تخلق العديد من الفرص الوظيفية أكثر ممَّا توفّره العديد من الشركات الكبيرة؛ وذلك لأنَّ نموها سريع وتخدم احتياجات أفراد المجتمع، لافتاً إلى أنَّ دعمها والاهتمام بها سينعكس بشكل إيجابيّ على اقتصادنا الوطني.
كيانات منتجة
وأوضح "فضل البو عينين" أنَّنا بدأنا مرحلة مهمة في تنمية الأسرة من خلال الأسر المنتجة وتحويلها الى كيانات منتجة أكثر منها مستهلكة، إلى جانب تحويل هذه الأسر التى قد يكون بعضها بحاجة للدعم إلى أسر قادرة على إيجاد إيرادات مالية من خلال تجارة منزلية تُدار إمَّا بإنتاج منزلي أو تكون تجارة تحقق من خلالها العوائد المالية، مُضيفاً أنَّ الأسر المنتجة ككيانات لم يكن معترف بها في مجتمعنا، بل إنَّها كانت تواجه معوقات من جهات تنظيمية مختلفة، ومن ذلك البلديات والأمانات ووزارتا التجارة والعمل.
وأكَّد على أنَّنا اليوم نجد أنَّ هناك قيادة حقيقية للأسر المنتجة، مُضيفاً أنَّ الهيئة العامة للسياحة والآثار كان لها الدور الفاعل في دعم هذه الأسر وتحويلها الى كيانات معترف بها، في ظل ظهور التشريعات الداعمة لها، مثل: وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارت التجارة والعمل والبلديات، موضحاً أنَّه أصبح هناك تفهّم لاحتياجات هذه الأسر وحقوقها في ممارسة التجارة التى تساعد على إيجاد مصادر للدخل تساعدها على الإنفاق على نفسها وتكوين ثروات مالية في المستقبل.
نظرة المجتمع
وأشار "البو عينين" إلى نظرة المجتمع بدأت تتحول تدريجيا تجاه الأسر المنتجة، ففي السابق كان هناك نوع من الحرج الاجتماعي، سواءً من جانب الأسر أو من المجتمع الذي كان يرفض هذه الفكرة، مُضيفاً أنَّنا نجد اليوم أنَّه أصبح هناك تقدير من المجتمع لهذه الأسر التى تحرص على أن توفر لها مصدر دخل كريم يساعدها على الإنفاق وتربية الأبناء بعيداً عن طلب المساعدة أو اللجوء إلى مصادر أخرى، الأمر الذي ساعد على دعم هذه الشريحة. وأضاف أنَّ هناك تحولا كبيرا فيما يتعلق بالكيانات الاقتصادية التى أصبحت تركز على عملية الإنتاج المنزلي وتساهم في تسويق بعض منتجات الأسر المنتجة، حيث أصبح لإمارات المناطق دور كبير في دعم هذه الأسر المنتجة من خلال تذليل المعوقات أمامها وتنظيم المنتديات والمهرجانات، مُبيِّناً أنَّها أصبحت توفر مواقع لتسويق منتجات الأسر، مستشهداً بوجود العديد من الأكشاك في عدد من مطارات المملكة.
منتجات حرفية
وبيَّن"البو عينين" أنَّ الأسر المنتجة حصلت على دعم آخر من خلال ما صدر عن الهيئة العامة للسياحة والآثار في جعل المنتجات الحرفية التى تنتجها الأسر هدايا تقدمها إمارات المناطق للوفود التي تستقبلها، وبذلك خلقت الهيئة سوقاً أخرى للأسر المنتجة، خصوصاً الأسر التى تمتهن المنتجات الحرفية التى تمثل الطابع التراثي لمختلف مناطق المملكة، مؤكِّداً على أنَّ التسوّق الإلكتروني ساعد الكثير من الفتيات العاطلات. وذكر أنَّ هؤلاء الفتيات أصبحن قادرات على ممارسة التجارة من المنزل، وذلك بالاعتماد على المواقع الإلكترونية، مُضيفاً أنَّ الأسر المنتجة طوَّرت من انتاجها المحلي إلى التجارة العالمية أو الإقليمية، حيث باتت بعض الأسر تطلب البضائع عن طريق الشبكة العنكبوتية، ومن ثمَّ تعرضها للبيع عن طريق حسابات "إنستجرام" و"تويتر"، وبالتالي فإنَّ شبكة "الإنترنت" وفرت أدوات جديدة لتسويق المنتجات ودعم الأسرة المنتجة. وأوضح أنَّ هذه الطريقة قد لا تكون آمنة على الدوام، مُضيفاً أنَّ التجارة الإلكترونية لا تخلو من التحديات والمخاطر، موضحاً أنَّ هناك نسبة عالية من الثقة للتعامل مع الأسر المنتجة، خصوصاً إذا كانت تعمل من خلال البيئة الحاضنة لها، وبذلك هي تحتاج لأن يكون لها سمعة وثقة تساعدها على مزيد من الإنتاج والتوسع لتجارتها المنزلية، وبالتالي تتحول مع مرور الوقت من أسرة منتجة الى أسرة تمتلك مصانع صغيرة تمارس من خلالها الإنتاج أو لديها محال تجارية تمارس من خلالها التجارة.
السيدات دخلن مجال التجارة بكل جرأة وفرضن أنفسهن
التجارة الإلكترونية سوق ينافس البازارات النسائية
د. عبدالله باعشن
مازن الضراب
فضل البوعينين
التفاصيل...
المصدر: منتديات مياسة الزين - من قسم: أخبار السعودية
hofhv [vd]m hgvdhq 1434-j[hvm hgHsv hglkj[m>> lk «hgfs'hj» Ygn tqhx «hgYkjvkj» !
اخبار جريدة الرياض 1434-تجارة الأسر المنتجة.. من «البسطات» إلى فضاء «الإنترنت» !
http://www.kif3.com/
0 Responses to اخبار جريدة الرياض 1434-تجارة الأسر المنتجة.. من «البسطات» إلى فضاء «الإنترنت» ! مياسة الزين